Close

إبحث في دليل الدورات بإستخدام الكلمات الرئيسية

Categories

القيادة المرنة الرشيقة Leading through Resilience & Agility

تعرف القيادة المرنة أو الرشيقة Resilient Leadership بأنها قدرة القائد على التكيف الإيجابي مع الضغوط والمتغيرات والتحديات التي تواجه مؤسسته أو فريقه، بحيث يتمكن من الاستغلال الإيجابي لتلك الضغوط والمتغيرات والتحديات والوصول بمؤسسته أو فريقه الى أعلى مستويات الأداء. وهي تعتبر تطوراً طبيعياً لمداخل وأفكار أخرى لاقت نجاحاً كبيراً مثل Agile Leadership أو Lean Leadership والتي تم تطبيقها في كثير من المجالات، بدءاً من المجال الصناعي ثم المجال الخدمي، كما تم الاستعانة بها بشكل كبير جداً في مجال تطوير البرمجيات وإدارة المشروعات.

وفي ظل مدخل الجدارات Competencies Approach تمكن الأكاديميين والممارسين والخبراء من تحديد مجموعة من الجدارات الأساسية التي يجب أن تتوافر في القائد حتى يمكن أن نصفه بأنه قائد مرن ورشيق Resilient Leader وبالتالي يمكن أن تعتمد عليه مؤسسته لقيادة مواردها البشرية نحو تحقيق رؤيتها في ظل بيئة عمل داخلية وخارجية تتسم بالتغير المستمر.

وخلال السطور التالية ستتمكن من معرفة أهم تلك الجدارات التي يتميز بها القادة المرنين والتي يجب أن يتخذها كل قائد بمثابة خارطة طريق أساسية يتمكن من خلالها دوماً من تقييم ذاته وتطويرها. كما يمكن أن يعتمد عليها خبراء الموارد البشرية في عملية استقطاب واختيار القادة في مؤسساتهم.

أهم 5 جدارات أساسية Core Competencies للقادة المرنين الرشيقين:

الجدارة الأولى: الهام الأخرين رؤية مشتركة

المرونة والرشاقة لا تعني التخلي التام عن رؤيتك، ولكنها كثيراً تعني التمسك القوي برؤيتك، والبحث عن طرق وأساليب واستراتيجيات جديدة تمكنك من الوصول لرؤيتك في ظل الظروف والتحديات الجديدة. أو التعديل البسيط في الرؤية بما يتناسب مع تلك الظروف والتحديات الجديدة. فالرؤية المشتركة هي أقوى دافع للقائد، فكما يقول Steve Jobs مؤسس شركة Apple:

“If You Are Working on Something That You Really Care About, You Don’t Have to Be Pushed, The Vision Pulls You.”

كما أن الرؤية المشتركة -كما يقول الكاتب والمفكر الإداري الأمريكي Ken Blanchard- هي الأداة الأقوى للقادة للتوجيه الإيجابي للآخرين:

“The Greatest Leaders Mobilize Others by Coalescing People Around a Shared Vision.”

الجدارة الثانية: الثبات وقت المشاكل والأزمات والتحديات

يعبر الكاتب والمحاضر الكندي Brian Tracy عن هذه الجدارة في عبارة هامة ومشهورة وهي أن الأزمات هي الاختبار الحقيقي للقيادة

“The true test of leadership is how well you function in a crisis.”

وهو ما عبر عنه الكاتب والمحاضر الأمريكي Peter B. Stark، بأن ردود فعل القادة وقت الأزمات، هي التي تميزهم عن غير القادة

“In A Moment of Crisis, Reactions Set the Leaders Apart from the Followers.”

فالقادة المرنين الرشيقين يعلمون جيداً أن النجاح هو محصلة لمحاولات وتجارب متعددة غير ناجحة، فهم يتمتعون بثبات انفعالي قوي وعقلاني. بل ينظرون الى المحاولات غير الناجحة أنها خطوات هامة في رحلة التعلم والتطوير والنمو.

وهذه الجدارة لا تعني فقط أنهم يستقبلون التحديات الجديدة، بل أنهم كثيراً ما يتقدمون بأنفسهم بإتجاه تلك التحديات، طالما أنها تقف عائقا حالياً أو مستقبلاً أمام أهدافهم.

الجدارة الثالثة: التفاؤل العقلاني

وهما كلمتان متلازمتان (تفاؤل – عقلاني) فالقادة المرنين تفاؤلهم مقبول لأنه مبني على حقائق وبيانات ومعلومات متاحة للجميع، ولكنهم لديهم منظور عقلي Paradigm مختلف – وفي نفس الوقت منطقي- لتلك الحقائق والبيانات والمعلومات. وهو ما عبر عنه القائد الفرنسي Napoleon Bonaparte، حين قال أن القادة هم تجار الأمل:

“A leader is a dealer in hope.”

كما أن القادة الرشيقون لديهم قدرة عالية على البحث عن مصادر التفاؤل في ظل جو مليء بالأحداث والأفراد الباحثين عن السلبية، فهم يختارون التفاؤل والعمل بدلاً من التشاؤم والكسل، فكما يقول السياسي والمؤلف الأمريكي Roy T. Bennett:

“Attitude is a choice. Happiness is a choice. Optimism is a choice. Kindness is a choice. Giving is a choice. Respect is a choice. Whatever choice you make makes you. Choose wisely.”

الجدارة الرابعة: التفكير التحليلي والابداعي

القادة المرنين ليسوا هؤلاء القادة الذين يستطيعون التغلب على الشدائد فحسب، بل الذين يستطيعون تحويل كل تحدي يواجههم أو يواجه فريقهم أو مؤسستهم الى فرصة جديدة، يخرجون منها هم وفريقهم ومؤسساتهم أقوى وأفضل، ومستعدين لمواجهة تحدي جديد يزيدهم قوة وحماس. ولتحقيق ذلك يجب أن يكونوا قادرين هم وفريقهم على استخدام أدوات متنوعة من أدوات التفكير التحليلي والتفكير الإبداعي الذي يمكنهم من اكتشاف وتطوير تلك الفرص. فكما يقول البروفسير الأمريكي Edward Felten، الابداع موجود لأن هناك أفراد يجربون ويقومون بأشياء مختلفة:

“Innovation happens because there are people out there doing and trying a lot of different things.”

الجدارة الخامسة: التأثير الإيجابي في الآخرين

كونك قائد مرن لا يعني أنك فقط تستطيع التكيف مع التغيرات المحيطة، ولكن أيضا يعني أنك تستطيع أن تقود فريقك ومؤسستك نحو هذا التكيف. كما يعني أيضاً قدرتك على بث روح الأمل والتفاؤل في هذا الفريق. بل خلق بيئة عمل تشجع على ممارسة الفريق كافة الجدارات السابقة، فكما يقول John Quincy الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية، إذا استطعت بأفعالك أن تلهم الأخرين وتشجعهم للعمل والتعلم والانجاز فانت قائد:

“If your actions inspire others to dream more, learn more, do more and become more, you are a leader.”

وبنهاية هذا المقال من الهام أن نتذكر أن القيادة المرنة الرشيقة لم تعد فقط كلمات أو ألقاب نصف بها القادة الناجحين، بل أصبحت مدخلاً ومنهجاً علمياً تطبيقيا يستطيع أي قائد مجتهد أن يتعلم ويتقن أدواته وجداراته ليتمكن من تحقيق التميز والابداع في ظل هذا العالم شديد التغيرات والتحديات.

جلوماكس للتدريب و الإستشارات
Typically replies within an hour

Olivia
Hi there 👋
My name is Olivia. Please tell me how I can assist you..
1:40
×