الحوكمة و التميّز المؤسسي: نحو مؤسسات ذكية و مستدامة تقود المستقبل

الحوكمة و التميّز المؤسسي: نحو مؤسسات ذكية و مستدامة تقود المستقبل
 

إرساء قواعد الشفافية والمساءلة لصناعة التميز المؤسسي

مقدمة

في عالم يتسم بالتعقيد وتسارع التغيرات، أصبحت المؤسسات بحاجة ماسة إلى آليات متطورة تعزز من قدرتها على التكيف، وتحقق استدامة الأداء وموثوقية القرار. وهنا تبرز الحوكمة المؤسسية باعتبارها أحد أهم المداخل لضمان الشفافية، النزاهة، والمساءلة في كافة المستويات التنظيمية، وتحقيق التميّز المؤسسي كغاية استراتيجية تسعى لها الحكومات والشركات والمنظمات على حد سواء.

إن العلاقة بين الحوكمة والتميز المؤسسي ليست علاقة تكامل فقط، بل هي علاقة تأسيس. فالحوكمة الجيدة تهيّئ البيئة التنظيمية التي تسمح بترسيخ ثقافة الأداء العالي، وتعزز الثقة بين أصحاب العلاقة، وتوفّر إطارًا قويًا لاتخاذ قرارات استراتيجية قائمة على بيانات دقيقة ورؤية واضحة.

أولاً: ما المقصود بالحوكمة المؤسسية؟

تشير الحوكمة المؤسسية إلى مجموعة من السياسات، والضوابط، والممارسات التي تنظم العلاقة بين مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية، وأصحاب العلاقة (المساهمين، الموظفين، العملاء، الجهات الرقابية، المجتمع). وتتمحور الحوكمة حول:

  • الشفافية: توفير معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب لأصحاب العلاقة.
  • المساءلة: وضوح المسؤوليات ومحاسبة كل طرف على أدائه.
  • العدالة: المساواة في المعاملة دون تحيّز.
  • المسؤولية: التزام المؤسسة بتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

ثانيًا: التميّز المؤسسي – مفهومه ومقوماته

التميّز المؤسسي هو القدرة على تحقيق نتائج فائقة تتجاوز التوقعات، بطريقة متوازنة ومستدامة، وعلى مختلف الأصعدة: الأداء المالي، رضا العملاء، تمكين الموظفين، الابتكار، والمسؤولية المجتمعية.

من أبرز أطر التميز المعروفة عالميًا:

  • نموذج التميز الأوروبي EFQM
  • جائزة الملك عبد العزيز للجودة
  • جائزة دبي للتميز الحكومي

ويقوم التميز المؤسسي على قيم جوهرية مثل التركيز على النتائج، القيادة بالرؤية، إدارة التغيير، الابتكار، والشراكات الفعّالة.

ثالثًا: كيف تؤسس الحوكمة للتميّز المؤسسي؟

  • الوضوح في الأدوار والمسؤوليات: يضمن توزيعًا دقيقًا للمهام بين الأطراف المختلفة، مما يخلق بيئة تنظيمية مستقرة تسهّل الأداء المتميز.
  • تعزيز الشفافية في صنع القرار: ما يساعد في بناء الثقة داخل المؤسسة وخارجها، ويزيد من كفاءة التوجيه الاستراتيجي.
  • ضمان المساءلة على النتائج: والتي تدفع نحو الالتزام المستمر بتحقيق الأهداف، ومراقبة الأداء بناءً على معايير محددة.
  • الرقابة الداخلية والامتثال: توفر آليات الحوكمة نظامًا رقابيًا يمنع الانحرافات ويكشف المخاطر مبكرًا، مما يرفع من جودة العمليات والقرارات.
  • تشجيع الاستدامة والمسؤولية المجتمعية: وهو أحد معايير التميز الأساسية، حيث ترتبط الحوكمة الرشيدة ارتباطًا وثيقًا بأداء المؤسسات في مجالات الحوكمة البيئية والاجتماعية.

رابعًا: تحديات ربط الحوكمة بالتميز المؤسسي

رغم أهمية الدمج بين الحوكمة والتميز، تواجه المؤسسات العديد من التحديات مثل:

  • ضعف الثقافة المؤسسية الداعمة للشفافية.
  • مقاومة التغيير من قبل بعض القيادات.
  • غياب مؤشرات قياس ناضجة لأداء الحوكمة.
  • الفصل بين الخطط الاستراتيجية وإجراءات الحوكمة.

خامسًا: توصيات لتحقيق تكامل فعّال

  • ربط أهداف الحوكمة بأهداف التميز المؤسسي ضمن الخطة الاستراتيجية
  • تطوير مؤشرات أداء موحدة تشمل الجوانب التشغيلية والسلوكية
  • بناء قدرات القيادات في مجالي الحوكمة وإدارة الأداء
  • نشر ثقافة الحوكمة بين جميع المستويات الوظيفية
  • التحول الرقمي للحوكمة عبر أنظمة ذكية للرقابة و إدارة المخاطر

خاتمة

التميّز المؤسسي لا يمكن أن يتحقق في بيئة يغيب عنها الانضباط والوضوح والشفافية، تمامًا كما أن الحوكمة وحدها لا تكفي إن لم تقترن بسعي حقيقي للابتكار والتحسين المستمر. إن تفعيل العلاقة التكاملية بين الحوكمة والتميز المؤسسي يُعزز قدرة المؤسسات على تحقيق النمو الذكي، القيادة الرشيدة، والريادة المستدامة في عالم تتزايد فيه التحديات وتتطلب فيه النجاحات قيادة مبنية على القيم والمعايير الرصينة.

تدعوكم جلوماكس لإستكشاف الدورات التدريبية التي تهدف إلى تعزيز الشفافية و تمكين المساهمين و نشاط المستثمر المؤسسي:

للإشتراك بالنشرة التدريبية

    جلوماكس للتدريب و الإستشارات
    الدردشة مع مساعد

    لارا
    مرحبا بك
    كيف يمكنني مساعدتك؟
    1:40
    ×